أنا ليليا وهذه أجزاء من رحلتي في الحياة
وُلدت ونشأت وتعلّمت وكبرت وتوظّفت في تونس
حياتي سارت بشكل اعتيادي في ظاهرها لكن بشعور بغربة روح على مدى السنين
هذه الغربة علّمتني أن أكون منتبهة لملامح البشر وتقلّباتهم ومشاعرهم. علّمتني أيضا التعاطف مع غيري وعدم إطلاق الأحكام. أمّا الغربة الفعليّة فبدأت قصّتي معها منذ الطفولة مع حكايات المغتربين
حلمي بالهجرة راودني في سنوات الدراسة الجامعيّة ثمّ تلاشى ونسيته. كنت أبحث عن مساحة أوسع أهرب فيها من غربتي الداخلية. لكني عوض ذلك توظّفت في وظيفة مرموقة وبدأت رحلتي المهنية. في الثلاثين من عمري استقلت وهاجرت مع عائلة صغيرة وأطفال في سنّ مبكّر. كانت الغربة خيارا صعبا ولكنّي استقبلته بحبّ لأنه كان فرصتي لأمارس أمومتي وأهتمّ بأطفالي
مع الوقت فهمت ان الغربة ليست مجرّد تغيير مكان ولا تأقلما مع مجتمع جديد. الغربة تجربة وجدانية كبرى تُخرج إلى السطح الغربة الداخلية بكلّ ما فيها من ألم وصراعات ومخاوف وتحدّيات
بعد سنين من الضياع والتخبط، اهتديت إلى مجموعات العلاج الجماعية وجلسات الكوتشنغ المحترفة وبدأت في اكتشاف مساحات جديدة من نفسي وقدرات مدفونة في داخلي
هذه الرحلة العميقة غيّرت نظرتي لحياتي ولرسالتي ودفعتني لتعلّم الكوتشنغ على أصوله على يد ماستر كوتش معتمد من الاتحاد الدّولي للكوتشنغ ونلت شهادات كوتش الأفراد المتقدّم وكوتش المجموعات. من خلال الجلسات التي قمت بها مع نساء مُغتربات من خلفيّات مختلفة ومن خلال تجربتي الشخصية في الغربة التي امتدّت على خمسة عشر عاما، بلورت برامج تدريبية وكورسات ومصادر مجانية أساعد من خلالها المرأة المغتربة على أن تعيش بسلام في غربتها وتبني حياة حقيقية وواعية فيها